بحسب وكالة أنباء الأطفال،يتعامل طفل فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره بطريقة مذهلة وحرفية عالية تثير إعجاب من حوله مع عالم البرمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية.
وصنع نورالدين فلفل وهو من قطاع غزة عدة ألعاب، من بينها “بينج بونج”، وتنويعات الفاكهة وتقطيع البطيخ وكرة الحائط، وتطالب كل لعبة من ألعابه أن يتحلى ممارسوها بمستوى عال من الذكاء.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) قال فلفل الذي يقضي معظم وقته على جهاز اللاب توب، إن مجال البرمجة جذبه منذ كان في الخامسة من عمره، من خلال مشاهدة شقيقه الأكبر الذي يعمل كمبرمج ويب.
وشعر فلفل في ذلك الوقت بأن مجال البرمجة أشبه بالخيال، وحاول تقليد شقيقه، واتخذ خطوته الأولى في هذا المجال المعقّد من خلال التجربة والخطأ.
وأوضح أن بدايته مع البرمجة كانت “بإنتاج فيديوهات قصيرة تعتمد على الأوهام البصرية”، لافتا “عندما انتهيت من المقطع الأول طلبت من أخي أن يراه ويخبرني برأيه، لكنه تفاجأ وأثنى على عملي”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، وقرر الشقيق الأكبر أن يعلم فلفل كيفية تصميم ألعاب إلكترونية ثنائية الأبعاد باستخدام لغة برمجة (جافا)، معتقدا أنه سيكون محترفا فيها يوما ما إذا واصل جهوده لتعلّمها.
وبدأ فلفل يتعلم كيف يصبح مبرمجا، وبعد عدة خطوات صار في سن العاشرة أشهر طالبا في مدرسته يستطيع تصميم الألعاب الإلكترونية، حيث قام بتصميم سبع ألعاب إلكترونية حينها.
كما أتقن بالإضافة إلى ذلك تطبيقات البرمجة للهواتف الذكية التي من شأنها أن تساعد الأطفال الآخرين في تعليمهم من أجل تشجيعهم على الدراسة بجدية أكبر.
ويقول إن أكثر المواد المفضلة بالنسبة إليه هي التكنولوجيا “لأنها تعلمني المزيد عن مجال البرمجة والتصميم”، لكنها لا تكفي لجعله يشعر بالرضا كما يشاء وإنما يبحث عن مغامرات جديدة.
وانضم فلفل في محاولة لتحسين مهاراته إلى مؤسسة “رُسل” ومقرها غزة والمتخصصة في مجال البرمجة والتصميم.
ويتوجه فلفل، بالإضافة إلى 42 طفلا آخرين إلى المؤسسة ثلاث مرات في الأسبوع للحصول على دروسهم في برمجة وتصميم الألعاب والتطبيقات الإلكترونية.
وأفادت المشرفة على مجال البرمجة دانا اللبابيدي بأن المؤسسة “تستقطب الأطفال الذين لديهم درجة عالية من الذكاء، حيث يجب أن يتجاوز ذكاء الطفل 130 في المئة لإعدادهم وتأهيلهم للانضمام إلى برنامج تمكين الأطفال من أجل مستقبل أفضل”.
وتابعت أن البرنامج يستمر ثلاثة أعوام، يتم في العام الأول إعداد الأطفال من خلال تعليمهم مناهج تعليمية متخصصة تضاهي تلك التي يتم تدريسها في الجامعات، حيث يتم تمكين الطفل من التفريق بين مجالات التصميم والبرمجة والفوتوشوب.
وأضافت أنه يتم في الآن ذاته تأهيل الطلبة من خلال تطوير مهارات التفكير الإبداعي لديهم، سواء في حياتهم اليومية أو حتى في التعرف على عالم التكنولوجيا عن كثب.
ويتمكن الطالب في العام الثاني من بدء مشروع برمجته سواء كانت مواقع إلكترونية أو حتى من الألعاب الإلكترونية ثنائية الأبعاد، أما العام الثالث وهو عام الإنجاز، حيث يمكن للأطفال تصميم ألعابهم ومواقعهم الخاصة، والتي ستكون مصدر دخل لهم رغم صغر سنهم.
وأوضحت اللبابيدي أنه بعد انتهاء الأطفال من مشاريعهم، يمكن لفلفل وأصدقائه تسويق مشاريعهم التكنولوجية من خلال منصات العمل المستقل، بمساعدة والديهم، حيث لا يحق لهم العمل في سن مبكرة.
ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها المؤسسة لطلبتهاعلى التعليم التكنولوجي، إذ تشمل خدمات نفسية وصحية واجتماعية وتمكينا اقتصاديا تساعد الأطفال في التغلب على أي عقبات قد تمنعهم من إكمال مسارهم التعليمي، بحسب مدير المؤسسة سفيان بدر.
ولفت بدر إلى أنه “من المهم تكوين جيل قادر على تنمية وتطوير مجتمعه من خلال تنمية مهاراته التكنولوجية والبشرية والحياتية ليصبحوا أفرادا نافعين لمجتمعهم وقادرين على تحدي الحياة الصعبة التي يعيشونها”.
ولتحقيق ذلك، كان من الضروري توفير بيئة مناسبة للأطفال الأذكياء تمكنهم من اللحاق بالتطور التكنولوجي في العالم، لذلك تم إنشاء مؤسسة “رسل” عام 2018 وبدأت في استقبال الأطفال بعد عام.
وأصبح فلفل جاهزا للسير في أولى خطواته نحو كسب المال من خلال مشروعه البرمجي الجديد وتصميم لعبة إلكترونية ثلاثية الأبعاد من 50 مستوى.
وأعرب عن فخره بما حققه وزملاؤه في المؤسسة قائلا إننا “سنكون أول مجموعة من المبرمجين الأصغر سنا في الأراضي الفلسطينية”.
ارسال دیدگاه